ودونكها بكرًا لها من حبابها ... رداءٌ أتت فيه مروَّعة السِّرب

فمدَّ لها كفّا فمنك حياؤها ... ولا تبدينها فهي من ذاك في رعب

وقال: [من الطويل]

/ 241 أ/ تقبَّل أبا بكر كتابًا وهبته ... كقلبي لا أبغي إليَّ إيابه

وطبت به نفسًا فخذه بمثل ما ... غدا آخذًا يحيى النبيُّ كتابه

وقال أيضًا: [من الطويل]

فؤادٌ كما شاء الحبيب الَّذي يهوى ... يسعِّر فيه النَّار وهو له مثوى

وجسمٌ براه الحبُّ إلَّا أقلَّه ... ويحمل ما ينهدُّ من حمله رضوى

بليت بداني الدَّار ناء بهجره ... ولي صبر أيُّوب على هذه البلوى

على أن صبري كلَّما زاد قوَّة ... تلقَّته من هجرانه هجرةٌ أقوى

إلى الله أشكو لا إليه لأنَّني ... شكوت له حالي فلم تنفع الشَّكوى

طبيبٌ إذا استشفيته قال لي: اصطبر ... أسى الحبِّ داءٌ لست تلفي له أسوا

وماؤٌ ولكن كدت يهلكني الصَّدى ... فيا ماء هل لي من سبيل لأن أروى

وقالوا الهوى شهدٌ وصابٌ فذقته ... فألفيته مرًا ولم ألفه حلوا

ولو أنَّ ما لاقيت منه أبثُّه ... لكان حديثي فيه أعجب ما يروى

فرفقًا بصبٍّ كلَّما قيس حبُّه ... بحبِّ سواه كان كلُّ هوًى دعوى

يرى حبَّكم فرضًا تأكد حكمه ... ولكنَّ فرضًا ليس يحتمل السَّهوا

[714]

محمَّد بن يحيى بن أبي دلف/ 241 ب/ بن خشرم- بضم الخاء المعجمية من فوقها، وتسكين المهملة وبعدها ياء مهملة- أبو عبد الله البغدادي الواعظ المعروف بالشاعر.

واعظ حسن، له قبول عند طائفة من الناس، شاهدته عدّة مرَّات في سنة اثنتين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015