ليس ديني صبرًا على الذُّل كلَّا ... لا أريد الدُّنيا بعيشٍ ذميم
غير أنَّ القضاء في كلِّ حالٍ ... عجبٌ غير مدركٍ مفهوم
[711]
محمَّد بن محمَّد بن أحمد، أبو الفضل المرنديُّ النحويُّ الأديب.
كان شيخًا مقدمًا في علم النحو والعربية، وصدرًا في معرفة اللغة والأشعار، كثير الحفظ، واسع المعرفة. وكان ينظر شعرًا باردًا، في ألفاظه تعسف.
أنشدني الخطيب الفقيه أبو بكر بن جبريل بن عبد الجليل الأزهري، قال: أنشدني محمد بن محمد المرندي لنفسه، ما كتبه إلى القاضي محيي الدين، قاضي مرند، يشكو إليه حاله:
كيف للحوت بغير الماء ... قلقا يشوى على الرَّمضاء
كيف للصبِّ ولكن له ... طمَّه الثَّلج على الأنداء
/ 239 أ/ كيف للداء الذي له ... وللمراق رمين الدَّاء
كيف للطفل فطام لبنًا ... وفراق الشَّمس للجرباء
كيف محمودٌ لدى غلَّته ... كيف مخمورٌ بلا صهباء
كيف ظمانٌ ولا ماء له ... وهو في دغدغة استسقاء
كيف مجنونٌ وليلاه نأت ... ونوى الوامق والعذراء
كيف للظبي ويناه طلا ... كابر الآساد في البيداء
كيف للروضة هجران صبًا ... وهي قد تبدل بالنَّكباء
كيف للنملة سهلًا جرها ... حبلًا في خطَّةٍ عسراء
في سحيق في سفا مخلولق ... في محاكي قلَّة شمَّاء
صرت مأخوذًا بقاف عنوةً ... فاعترتني رنَّة الفأفاء
وهي قصيدة طويلة، ويكفي هذا القدر منها.