فطنٍ يكاد من الذَّكاء يرى الَّذي ... في أنفس النُّدماء من حاجات

يهوى فتكتب في الثَّرى أصداغه ... لك نسخةً من جامع اللَّذات

في خدِّه وعذاره ورضابه ... كم للهوى واللَّهو من آيات

كالماء إلَّا أنَّه متماسك ... وطيء المحبّ به على الجمرات

يسقيك من فيه ومن ألحاظه ... سكرين ممزوجين في الوجنات

هذي تميت وهذه تحيي فيا لله من موتي به وحياتي

[674]

محمَّد بن المظفر بن محمَّد بن الحسين بن إسماعيل بن المبارك، أبو عبد الله الموصليُّ المعروف بابن جعرة؛ من أولاد قيس بن سعد بن عبادة الأنصاريِّ

كان والده عدلًا بالخزانة لبني أتابك

رأيت أبا عبد الله شابًا طويلًا/ 185 أ/ أشقر مقرون الحاجبين، صوفيًا، وكان ذا تديُّن وصلاح، خيِّرًا تقيًا، وكان مواظبًا على الصلوات الخمس، مداوم الصوم، طلق النفس، لم يقبل من أحدٍ شيئًا، يورّق ويقتات من كسب يده، لم يدخر شيئًا من عرض الدنيا.

صار إلى بغداد، وأقام بها مدّة، وتوفي بها بالجانب الغربي، بمارستانها العضدي في ليلة الجمعة الخامسة عشر من شهر رجب سنة اثنتين وثلاثين وستمائة. وكان يسمّى نفسه عبد الله تواضعًا، وتارة يكتب اسمه المبارك، والاسم الذي سمّاه به والده فهو محمد.

أنشدني أبو الحسن علي بن المظفر بن محمد الموصلي، قال: أنشدني أخي أبو عبد الله محمد لنفسه، يمدح شرف الدين أبا البركات المستوفي بإربل:

[من مجزوء الرجز]

قيل سلا المكلَّف ... وأنكر المعترف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015