حال دون اللِّقاء وحلٌ وبرد ... وسحابٌ يروح طورًا ويغدو

وظلامٌ كأنَّه وجه نصرٍ وسجاياه حين يطلب رفد

فاعذر العبد إن تأخَّر أو ... قصَّر يا من إحسانه لا يحد

وابق في نعمةٍ تدوم على الدَّهـ ... ـر إلى أن يرى لمجدك ندُّ

فكتب إليه ابن أبي يعلى: [من الخفيف]

أيُّها السَّيِّد الشَّريف الفرد ... قد تغشَّى القلوب بعدك وجد

إن يكن حاجز اللِّقاء البرد ... فوصال الأرواح ما لا يصدُّ

غير أنَّ الحواس تطلب حظّاً ... من سجايا خلالها لا تحدُّ

فابق للفضل قدوةً وإمامًا ... ما تعالى لأهل بيتك مجد

وأنشدني القاضي الإمام السعيد الأجل بهاء الدين أبو محمد الحسن- أدام الله ظلاله- قال: أنشدني الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله/ 176 ب/ بن محمد الهاشمي الحلبي لنفسه؛ يتشوق ريحا وجبل بني عليم، وكان كثير الاهتمام بها، والتردد عليه، وهو موضع بغربي محروسة حلب سنة ثلاث عشرة وستمائة في جمادى الأولى: [من المنسرح]

قد زدت شوقًا وزدت تبريحا ... إلى ظلال الكروم من ريحا

فهل ترى يسمح الزَّمان بأن ... أزور تلك الأماكن الفيحا

وهل تراني يومًا بأرض .... .... بين الأشجار مطروحا

قد أصبح القلب من تذكُّرها ... مكتئبًا والفؤاد مجروحا

واهًا لدهرٍ عاشرت فيه بها ... عصابةً سادةً مساميحا

أيَّام كان الزَّمان يترك لي ... بابًا إلى ما أريد مفتوحا

دهرٌ قضيناه بالسُّرور فقد ... مرَّ وأبقى لنا تباريحا

يكاد طيب النَّسيم فيها إذا ... ما هبَّ يهدي للميِّت الرُّوحا

يا راكبًا يقطع الفلاة على ... حروفٍ أمونٍ تسابق الرِّيحا

بلِّغ سلامي إلى معرَّة ما ... رين سقاها الغمام مسفوحا

واطلب إذا جئت منطقًا و .... ... زان فؤادًا هناك مجروحا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015