هوىً أضرب النِّيران بين ضلوعه ... وعاود فيض الدَّمع سلبًا على سلب
وأنشدني أبو عبد الله محمد بن عبد القاهر بن هبة الله النصيبي بحلب؛ قال: أنشدني أبو نصر محمد بن إبراهيم/ 169 ب/ بن الخضر الحلبي لنفسه من أبيان:
[من الكامل]
سيقًا لوادي النِّيربين بجلِّقٍ ... لله ما أبهى رباه وأحسنا!
فاضت مياه عيونه وتسللت ... في ظلِّ بانات تروق الأعينا
وكأنَّما نزلت ثراه كتيبةٌ ... ألقت سوابغها وركَّزت القنا
وأنشدني أيضًا؛ قال: أنشدني لنفسه: [من مجزوء الكامل]
ومهفهفٍ ماء الحيا ... ة رضابه العذب الخصر
أو ما ترى ظلمات صد ... غيه وشاربه الخضر
وقال أيضًا يتغزل: [من الوافر]
وأهيف مثل غصن البان قدًا ... يجول على معاطفه الوشاح
على خدَّيه فوق الورد آسٌ ... وحول الورد في فيه الأقاح
حبيبٌ راح يبسم عن حباب ... له من ريقه المعسول راح
أتاني زائرًا والليل داجٍ ... فأشرق من محيَّاه الصَّباح
فرضت جماحه بكميت راحٍ ... إلى أن فارق المهر الجماح
فبتُّ ولي بلثمي عارضيه ... ورشفي راح ريقته ارتياح
ولي من ليل طرَّته اغتباقٌ ... ولي من صبح طرَّته اصطباح
/ 170 أ/ وقال: [من الطويل]
فيا شادنًا قد أنبت الورد خدُّه ... ومن حبب الصَّهباء يدعى الأقاحيا
إذا غربت شمس المدام بثغره ... ترى شفقًا منها بخدَّيه باديا
فكم ليلة من كأسه ورضابه ... مزجت سلاف الرَّاح بالرَّاح صافيا
وانفذ حكمي في مراشف ثغره ... كأنِّي لذاك الثَّغر أمسيت واليا