أصخ تستبن عيسى وموسى وصنوه ... أرسلان أباب العلا وأولي المجد
فلا زالت الدّنيا إلى الحشر ملكهم ... وأمرهم بالحل فيها وبالعقد
بمطلع سعد قد جمعن ومارؤي ... ثلاثة أقمار ببرج من السّعد
كان أبو عبد الله محمد بن عقل, له على بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل رسم, وكان يركب في المواكب معه, ويذكره برسمه, فطال عليه تردده, فقال في ذلك: [من الطويل]
تسائلني عن شرح حالي وقصّتي ... وما قد ألاقي من نوى ونوائب
خذي شرح حالى بيّنا وأكتفي به ... ففي شرح حالي عبرة للنوادب
لكلّ من القصّاد ررفد موفّر ... وما حظّنا إلاّ غبار المواكب
فوصلت الأبيات إلى الأمير بدر الدين, فوصله بما كان يصله به.
[660]
محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن أبي الفتح, أبو عبد الله المرزباتيّ.
ينسب جده إلى المرزبانية, التي من العلث, وهي غير المرزبانية التي ينهر عيسى, كذلك ذكر لي ولده عبد الحميد, وزعم أنّهم من أولاد عمرو بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي, قال: كان مولده في شعبان سنة خمس وثلاثين وخمسمائة, فاستوفى ثمانين سنة وشهرًا واحدًا وخمسة عشر يومًا.
وهو المعروف بسبط هداب, كان من أهل التصرف والحساب والكتابة, عارفًا بالحبر والمقابلة والمساحات, وتولى في عهد الناصر لدين الله- رضي الله عنه- أعملًا.
وينتمي إلى مذهب الإمامية, وله أشعار معظمها في التجنيس, ومات سلخ شهر رمضان سنة ستّ وعشرين وستمائة, وقيل يوم عيد الفطر.