ندمائه وجلساته.

وكان ظريفًا معاشرًا متأدبًا, له اعتناء بصنعة الدّوبيب, فاق بها كثيرا من الناس, وأشتهر عنه الكثير, وغنّى به القالون, وتوفي على تلك الحال- سامحه الله تعالى- بعد مرض سنتين.

وسمعت أنّهلما طعن في السّن, رجع الله تعالى, وقضى صلاته أربع عشرة سنة, وكانت وفاته يوم الثلاثاء أو الأربعاء الثامن من محرم سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بدمشق, ودفن بمقابر الصوفيه غربي المدينة- رحمه الله تعالى-.

أنشدني أبو الثناء محمود بن محمد بن الأنجب الإربلي, قال: أنشدني أبو عبد الله لنفسه, وكتبها إلى من بغداد سنة تسع وتسعين وخمسماة, وأنشدها لأبس الدر الرومي فاستحسنها, وكان بجامع القصر, وقال: لولا أنّني بالجامع لرقصت منها عجبًا: [من الوافر]

وقّاتله رأت كلفي ووجدي ... بإربل قد يرى جسديّ وأبلى

فريعي عند من أهوىّ هواه ... أحب إلى من نهر المعلّى

وأطيب لي من الدّنيا جميعًا .... وأعذب من نهر المعلّلى

وأنزه رقعة من نهر عيسى .... وأشرف بقعةّ عندي وأغلى

بها رشا عليه الحسن وقف ... يفوق النّيرين إذا تجلّى

بجفنيه جفون ماضيات ... بها يسطو إذا ما رام قتلا

غريب الحسن لو فكرت فيه ... لما نظرت له عيناك مثلا

كساني سقم ناظره وولى ... قّريرآ لا يراقب فيه إلاّ

وشرّدنى فها أنا ذا غريب ... وألبسني بعهد العز ذلاّ

أردد ناظري في كلّ وقت ... فلا خدناّ أراه لي وخلاّ

فقل يا خير من ناداه صب ... قتيلك كم بنار الشّوق يصلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015