وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من الخفيف]
إن عندي من الملام لشغلا ... فذر اللوم صاحبي والعذلا
كيف يصغي إلى الملام محب ... سلبوه يوم الرحيل العقلا
خلفوه في الدار يندب ربعا ... ليس فيه بعد الأحبة أهلا
ذو قذال قد شج من ألم الضر ... ب وقد قلدوه مع ذاك حبلا
شاحب اللون في الديار مقيم ... أشعث بعد بينهم لن يفلا
وأثاف كأنهن حمام ... طليت من مواقع النار كحلا
أين سكانك الذين عهدنا ... قبل بادتهم زمانا تولى
كل خمصانة أرق من الخمـ ... ر بريق من المدامة أحلى
ذات فرع تريك منه دجى الليـ ... ل وطرف تريش منه النبلا
حولها من بني العشيرة صيد ... خادرات لا يرهبون القتلا
لو يروم الكمي يرفع طرفا ... نحوها أتحفوه في الحال نصلا
وأنشدني أيضًا؛ قال: أنشدني لنفسه: [من الطويل]
صحا قلبه مما يجن من الوجد ... وباع التصابي والغواية بالرشد
وأعرض عن ذكر العقيق وأهله ... ولم يشجه أطلال هند ولا دعد
ولا شام برقا لاح في الأفق لامعًا ... ولو أن مسراه من العلم الفرد
ولم يتصدى للجنوب مسائلًا ... أهل حملت نشر الخزامى أم الرند
ولم يسأل الركبان هل أعشب الحمى ... وهل مطرت تلك الخمائل من بعد
ألست ترى وخط المشيب بفوده ... كفاه به من واعظ زاجر مهدي
أيجمل بالحر اللبيب وعقله ... سلوك سبيل الغي والباطل المردي
وقد جاءه من غير شك وريبة ... رسول التقاضي بالمسير إلى اللّحد
[653]
محمد بن عليّ بن أحمد، أبو الفضل البلخيّ.
كان من أهل الأدب والفضل له شعر.
أنشدني الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين البلخي الحسيني؛ قال: