وبين أمواجه نار مسعرة ... لو كان فيها خليل الله لاحترقا
وقال في صفة السيف والقلم: [من الطويل]
يراع إذا أبكيته ضحك العلا ... وعضب إذا أضحكته بكت العدا
فشيمة ذا إن يعتدي فط رأسه ... وشيمة هذا قطف رأس إذا اعتدى
ومن لطيف قوله يصف الخمر [من الكامل]
قم فأجلها يا فرحة الندماء ... عذراء ترقص في يدي عذراء
كرمية الآباء إلا أنها ... كرمية الأصهار والأبناء
عقد الشعاع لها لواء فوقها ... فسرت علينا وهي تحت لواء
ومنها قوله:
وأشرب فقد وهب الزمان لأهله ... صوتًا وصيتًا من غنى وغناء
وحدثني الشيخ فصيح الدين قال: كتبت بهذه الأبيات إلى مجد الدين محمد بن جميل –صاحب المخزن المعمور- في أيام الناصر لدين الله، وذلك في سنة ست وستمائة: [من البسيط]
يا من وجوههم في لحظ أعيننا ... أحلى وأشهى لنا من لذة الغمض
أمر تمونا بأنا لا نزوركم ... وقد سمعنا وأغضينا على مضض
وقد عرانا لبعض عنكم مرض ... براكم برءنا من ذلك المرض
وأنتم بكم من غيرنا عوض ... وما لنا عنكم والله من عوض
فكتب إلى جوابها نظمًا ونثرًا:
((تأملت لمعته الناطقة، ولمعته الصادقة، فرأيت معناها مخالفًا لمسماها، إذ المكاتبة تؤذن بعتق الأرقاء من الأنصار، وهذه مؤذنة بتعجيل استرقاق الأحرار، فأما الشوق، فقد شب عمرو عن الطوق:
[من البسيط]
وكيف يسكن ذو شوق يسامره ... إلى بديل عن الأحباب أو عوض
ولا يجوز لمن فازت أنامله ... بالجوهر الفرض أن يصبو إلى عرض