أنشدني الشريف أبو علي المظفر بن الفضل الحسيني الموصلي الشاعر؛ قال: أنشدني أبو عبد الله بن جميل لنفسه، من قصيدة يمدح بها الناصر لدين الله –رضوان الله عليه: [من الكامل]

يا ابن الصفا والمروتين ومن له ... معنى الرشيد وصورة المسترشد

لك من أبيك المستضيء مراحم ... وعزائم من جدك المستنجد

وأنشدني أيضًا؛ قال: أنشدني لنفسه: [من البسيط]

إن الكتائب في يوم النزال لها ... في السلم من كتب الشهم الأبي أب

فأسمر الخط موصول له نسب ... بأسمر الخط إذ يحويهما الغضب

قد شاب رأسأهمأ عزمًا فلونهما ... بالخطر طورًا وبالحناء يختضب

وحدثني أيضًا من لفظه وحفظه، أبياتًا يتشوقه فيها، وكان بتكريت، ثم كتب إليه عقيب مكاتبته أخي هذه الأبيات من جملة صدر كتاب: [من البسيط]

بني جميل لقد جملتم زمنًا ... موسومة بكم فينا مواسمه

أحرزتم المجد موروثًا ومكتسبًا ... فالمجد معلم فينا معالمع

هشنا إليه وقد طار العدو فلم ... تلحق بأقدامكم منه قوادمه

قال: فكتب إلينا الجواب في موضع واحد: [من البسيط]

هبت عليّ نسيم من قريضكما ... كأنها الند في لطف وفي أرج

للخالدين منها حين أنشدها ... من الحياء محيا غير مبتهج

كأنما صغتماها من صفاتكما ... أو من صفاتكما في الرحب والحرج

أو من خلائق من تغنى خلائقه ... وناظماها له سر من الحجج

وهذه شاهد عدل بأنكما ... فوق الرضيين في درج وفي درج

وأنشدني العدل أبو البركات علي بن عبد الله الموصلي؛ قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن جميل لنفسه يصف سيفًا وصنعهما بديهة: [من البسيط]

وصارم فيه ما لو [قد] ألم به ... نوح على فلكه لم يأمن الغرقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015