مر التّماطل والعواذل والجفا ... حلو الشّمائل والمراشف والجني
وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من البسيط]
قومي أنظري من امير الخسن في البلد ... الظّبي والبدر فوق الغصن والأسد
ولا تفوهي بثأري إن قتلت فما ... يا هذه لقتيل الحبّ من قود
هذا الذي عند بعثي من دعا جدثي ... به يردّ الإله الروح في جسدي
يا أعدل الناس قدًا وهو أحورهم ... ها قد أتيتك مظلومًا فخذ بيدي
وأنشدني الشيخ الأديب أبو عبد الله بن الخبّاز النحوي؛ قال: حدثني محمد بن الأردخل أنه جلس في مجمع ينشد قصيدة في أبي اليمن نجاح الشرابي الناصري أولها: [من المتقارب]
أرقت لبرق بتيماء لاحا ... كأنّ علي الجوّ منه صفاخا
فمرّ عليه مودود بن صباح الشاعر، فاستوقفه وقد فرغ من القصيدة؛ فقال له: ما تريد؟ فقال: نسمع تمامها؛ فارتجل هذه الأبيات، وأنشد [من المتقارب]
وقافية كبغيّ ألمّ ... بها مدّع فبغاها سفاحا
وما زال يكذب حتّى دعوه ... مسيلمةً ودعوها سجاحا
وذلك مودود أعني العتل نجل الزّنيمة أعني صباحا
فلما سمع الأبيات سبه وانصرف.
وأنشدتي أيضًا؛ قال: أنشدني ابن الأردخل لنفسه، وكان واقفًا بباب أسد الدين ..... ، فلم يجد إليه طريقًا، فأقبل بعض أصحابه بشمعة فأخذها، ونقش عليها قوله: [من الكامل]
قبلت شفاعة شمعة تفنى فما ... ظنّ الأمير بشمعة لا تنطفي
صقلت معانيها البلاغة فارتوت ... منها كصقل القين .... المشرفي
وأنشدني أيضًا؛ قال: أنشدني له من مبدأ قصيدة: [من الكامل]
سل وجهه البدريّ عن كماله ... في مقلتي العبرى وقلبي الواله
أو فأثن عنّي قوس حاحبه فلي ... كبد أمام النزع من نبّاله
ألمي رشيق القد أرجو الريّ من ... معسوله وأخاف من عسّاله