وقال بديهًا: [من مخلَّع البسيط]
بدا بوجه علاه فرع ... كالبدر من فوقه غمامه
في خدِّه للنِّدى تراه ... لوث دمٍ يوجب القسامه
وقال أيضًا: [من مجزوء الكامل]
بعظيم قدرك واقتدارك ... وصميم مجدك وافتخارك
وبحقِّ نعمتك الَّتي ... غمت كثيرًا من بحارك
وبما تؤمِّل في الأما ... جد من فروعك بل ثمارك
وبحرمة الخدم القديـ ... ــــــمة حيث كادت في جوارك
أنظر إلى العبد الضَّعيـ ... ــــــــف بعين خيرك واختيارك
وامنن عليه بما يعو ... د لذي الغنى فيه مشارك
لا زال جودك مرشدًا ... ابدًا إلى نهي المدارك
وقال أيضًا مهينيًا بالصوم من قصيدة: [من الطويل]
صل الشَّهر بالصَّوم المجدَّد والفطر ... وعدِّده اعوامًا إلى منتهى العمر
وكن واحدًا في اهله مثل ما غدت ... وحيدة الف مثله ليلة القدر
وشنَّفه بالدِّين الَّذي أنت تاجه ... وشرِّفه بالذكرّ الذي منك في الخير
وأودعه ما أودعته من محاسنٍ ... تبسَّم منها جوهر الحمد عن ثغر
لك الله من مولى تهنَّى بكونه شهير الـ ... ـــــــمعالي كلَّ يوم من الشَّهر
وزير حبا دست الوزارة قوَّةً ... فقام بأزرٍ لا يميل إلى وزر
وناء بعبء الملك فعلًا ونيَّةً ... وباهى بحسن القول في النَّهي والأمر
وساس أمور النَّاس حتَّى تواقفوا ... على شكر ما أولى آل بني شكر
فتى فات أهل الفضل سبقًا فمن سعى ... ليدركه مرَّت مساعيه في خسر
عليم بأقسام العلوم وانَّها ... بلا حصر قد قيِّدت منه في حصر
دري بغايات اللُّغات محدَّث ... بما هو مبديه من النّظم والنَّثر
له قلم يستخرج القول جوهرًا ... وينظمه في الطِّرس من لجَّة الفكر
وراحة جودٍ تنشئ المزن دائمًا ... وليس لها إلَّا المواهب من قطر