الطباع كريمها, صادق المودة صافيها, وافرالصداقة وافر الصداقة وافيها, له سماحة يد لا تبقى ما في اليوم إلى غد, حسن الظن بالله, شديد التمسك بأوامره ونواهيه, له رسائل وشاها طبعه ونمقها, وهذّبها فكره ولفقها, وأشعار رزقت من اللطافة نصيبًا وافرً اومنحت من السلامة حظا كاملًا.
كان والده من موالي بني حسان المنبجي, فأعتقه بعض من له ذلك شرعًا, ثم أنشدني من شعره ما سمعه من لفظه: [من مجزوء الكامل]
برشيق قدّك وأعنداله ... وفتور طرفك واعتلاله
وبنون عارض خدّك الـ ... ـتبست علىّ بعطف داله
عني الجمال بخطها ... زمنا فنقطها بخاله
ألاّ رثيت لعاشق ... رق العدو لسوء حاله
وأنشدني, قال: أنشدني لنفسه, يوازن قول القائل: [من مجزوء الكامل]
لمّا رأيتك مقبلًا ... والبدر يعجب من تمامك
أيقنت أني هالك ... إن لم أقل أنا في ذمامك
واتمهما ابو عبد الله بقوله: [من مجزوء الكامل]
والغصن يستجلي التعطيف والتثني من قوامك
والدّر منتسق النظام ... جلاه لي برق أبتسامك
ورأيت ذلّي حين تخطر في ... دلالك واحشامك
تسطو علي وتارة ... أجد السلامة في سلامتك
أيقنت أني هالك ... إن لم أقل أنا في ذمامك
وأنشدني, قال: أنشدني لنفسه: [من الكامل]
يا غائبًا قد ساثني بمغيبه ... أشكو إليك جناية التفريق
قد كان دمعي قبل بينك لؤلؤًا ... فالآنّ قد بدّلته بعقيق
وأنشدني أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الإربلي, قال: أنشدني أبو عبد الله لنفسه: [من مجزوء الكامل]