وكان حسن التعليم، جيد التفهيم، قوي النفس، طويل الروح، كثير الأحتمال، شاعرًا.

وكانت ولادته بواسط سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وتوفي ببغداد ليلة الأحد سادس عشر شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة_ رحمه الله تعالى_.

أنشدني أبو محمد أحمد بن جفر بن الحسن البغدادي الكتبي؛ قال: أنشدني أبو بكر الواسطي لنفسه:

] من البسيط [

ما مرّ يوم ولا شهر ولا عيد ... فاخضرّ فيه لنا من وصلكم عود

عودوا تعد بكم الأيام مشرقة ... وإن أبيتم فللأسقام لي عودوا

كم ذا التّجنّي وكم هذا الصّدود صلوا ... من حظّه منكم هم وتسهيد

لا تسألو كيف حال بعد بعدكم ... فالحال شاهده والسقم مشهود

لولا التّعلّل بالآمال متّ أسى ... يفنى الزمان ولا تفى المواعيد

ولو شكوت الذي ألقى بحبكم ... إلي الجلاميد رقّت لي الجلاميد

يا هذه ما أنام الليل من شغفي ... كأنما حاجبي بالجفن معقود

قلّ اصطباري وزاد الوجد بي فأنا ... بك الشقيّ وغيري منك مسعود

تلذ في حبك الأسقام لي وأرى ال ... تعذيب عذبًا به والقلب محمود

كأنّك المجد في بذل الندى وأنا ... في فرط حبّك فخر الدين مسعود

مولى إذا السّحب ضنّت بالحيا فله ... في الخلق بحر عظيم الرّيّ مورود

وأنشدني أبو السعد عبد الكريم بن عمر بن عبد الرحيم النيسابوري، قال: أنشدني أبو بكر لنفسه:

] من الرمل [

زارني والليل داج بسحر ... ويلطف اللّفظ للقلب سحر

رام يستخفي من الواشي به ... فاتى ليلًا وهل يخفى القمر

جسمه ماء ولكن قلبه ... عند شكواي إليه من حجر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015