مختلفا إلي الإمام أبي حفص عمر بن أحمد النحوي العسفني الضرير؛ يقرأ عليه أدبًا ونحوًا ولغة.

وكان ينشدني كثيرًا من أشعاره؛ وشخص إلي الديار المصرية، ولم أقيد عنه شيئّا منه.

ونفق سوق شعره بمصر، وتداوله الناس، وسار بينهم، وغنى به المغنون.

أنشدني لنفسه يصف البهار: ] من الطويل [

بهار ًا حكى كأسًا من التّبر مائلًا ... جوانبه في وسط راحة كاعب

أقامت أصابيعًا بنقش كأنّه ... زبرجد حول الكأس من كلّجانب

وأنشدت له قصيدة خمرية: ] من المتقارب [

تجلّت فأمست لها الكأس طورا ... ولاحت فانست نارا ونورا

فلو حاول الطّرف إدراكها ... لعاد بها خاسئًا أو حسيرًا

هنيئًا لشرّابها عاينوا ... لجينا وتبرا ودرًّا نشيرا

أتتهم صحاف لجين حوت ... نضار مذابّا وفاحت عبيرا

وحلّو أساور من عسجد ... غداة سقاهم شرابّا طهورا

إذا زرت حانتهم في الدّجى ... وعاينت منها صباحا منيرا

فثمّ لعمري إذا ما رأيت ... } رأيت نعيمًا وملكًا كبيرا {

إذا رشقتك سهام الهموم ... ولم تر عونًا عليها نصيرا

فلذ واعتصم بحمى كأسها ... تجده علي كلّ همّ قديرا

تمّسك بها وتمسّك به ... فإنك تلقي المنى والحبورا

غزالة كأس تصيد الأسود ... توافيك أنسا وتبدي نفورا

إذا أطلقت من قيود الدّنان ... غدا كلّ عقل لديها أسيرا

نصبنا شباك لئاليها ... فصاح الحبابّ: النفير النّفيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015