متى تحرَّجت من شرب المدام شدا ... فدسَّ في أذني خمرًا تغنِّيه

يا من يلوم أعد ذكر الحبيب فما ... ينسيه شيءٌ بل الأيَّام تنسيه

واذكر دمشق فإنَّ الله فضَّلها ... على البلاد بما لا يمترى فيه

/271 أ/ زهت بجامعها والنَّسر ممتطيًا قوادم النَّسر تتلوها خوافيه

فقد أنافت على الجوزاء قبَّته ... تبدي الهلال الَّذي لا شيء يخفيه

شكَّت بسفُّودها جوز الهلال وقد ... نحت به نحو قلب الحوت توشيه

وباب جيرون قد فارت بساحته ... فوَّارةٌ هي ظئر الجدي ترويه

يا حبَّذا جنَّة باب البريد بها ... والحسن قد حشيت منه حواشيه

فالمرج فالنَّهر فالقصر المنيف على القصور ... فالشرف الأعلى مثانيه

فالجسر جسر ابن شوَّاش فنيربها ... تحلو معانيه ما تخلو مغانيه

كأنَّ في رأس علِّيين ربوتها ... يجري بها كوثرٌ سبحان مجريه

كأنَّ مشمشها في دوحه ثمر الجنان يجنيه منها كفُّ جانيه

كأنَّما كلُّ غصنٍ منه ذو كرمٍ ... لم تخل في النَّاس أيدٍ من أياديه

بها الهزازات تشدو في منابر بانات فنحن بما تأتيه في التِّيه

كأنَّ ناي زنامٍ في مناقرها ... وعود إسحاق يتلوه مثانيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015