ما أفرقت مهجته من الجوى ... لكنَّه أشفى على فراقها

ومنها قوله:

سقى دمشق الله غيثًا محسبًا ... من مستهلَّ ديمة دفَّاقها

مدينةٌ ليس يضاهى حسنها ... في سائر الدُّنيا ولا آفاقها

تود زوراء العراق أنَّها ... منها ولا تعزى إلى عراقها

أهدت لنا يد الرَّبيع حلةً ... بديعة التَّفويف من خلَّاقها

بنفسجٌ مثل الخدود أدميت بالقرص والتَّجميش من عشَّاقها

ونرجسٌ أحداقه رانيةٌ ... عن مقل الغيد وعن أحداقها

/268 ب/ قد رتع الرَّبيع في ربوعها ... وسيقت المنى إلى أسواقها

لا نسأم العيون والأنوف من ... رؤيتها يومًا ولا انتشاقها

بعدل فخر الدِّين قرَّ أهلها ... عينا وزاد الله في أرزاقها

زوَّجها الأمن وناهيك به ... بعلًا فطيب العيش من صداقها

وأنشدني الفصيح أبو بكر الجزري الشاعر، قال: أنشدني فتيان بن علي لنفسه: [من مخلّع البسيط]

الملك الأمجد الَّذي شهدت ... له ملوك الأنام بالفضل

أصبح في السَّامريِّ معتقدًا ... ما أعتقد السَّامريُّ في العجل

والسَّامريُّون كالبرامك في النُّبل فأين الرَّشيد للقتل

وقال يمدح أبا حامد محمد الكاتب الأصفهاني، ويصف كتابه الذي ألّفه وسماه «خريدة القصر وجريدة العصر» وأنشد فيه الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود ابن الحسن- أيده الله تعالى-: [من البسيط]

/269 أ/ نعشت قومًا وكانوا قبل قد دثروا ... لولا علاك فطاب الورد والصَّدر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015