إسقني من معتَّقات الكروم ... بنت كرمٍ تفني جيوش همومي

إسقني عانسًا ألذَّ من الشَّهد وكالمسك عرفها من شميم

/267 ب/ إسقني القهوة الَّتي أنزل الله فيها الآيات بالتَّحريم

عتَّقها خوَّا لآدم لمَّا ... هبط الأرض في الزَّمان القديم

إسقنيها صرفًا على نغم الأوتار من مطلقٍ ومن مزموم

إسقنيها حتَّى تراني لا أفرق بين المعوج والمستقيم

صيدنانيةً كسا وجهها المزج حبابًا كاللؤلؤ المنظوم

من يدي شادنٍ أغنَّ غضيض الطَّرف أحوى يرنو بطرفٍ سقيم

وفتاة ٍكالبدر أبهى من الشَّمس سبتني بكشحها المهضوم

بنت سبعٍ وأربعٍ وثلاثٍ ... تخجل البدر من بنات الرُّوم

وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني لنفسه بجامع دمشق سنة ثلاث عشرة وستمائة:

[من الطويل]

سلامٌ عليكم أنسى عهودكم ... فحاشاكم أن تنقضوا في الهوى عهدي

حنيني إلى أكناف جلِّقَّ زائدٌ ... كما حنَّت الأعراق قدمًا إلى نجد

ومن بعدكم ما الحال عندي بصالحٍ ... ألا أخبروني كيف حالكم بعدي

وقال ابتداء قصيدة: /268 أ/ وأنشدنيه الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن البغدادي- أدام الله سعادته-: [من الرجز]

نوح الحمام الورق في أوراقها ... دلَّ أخا الشَّوق على أشواقها

فأظهر الدَّمع وأخفى زفرةً ... خاف على البانات من إحراقها

فاعجب لها شاكيةً باكيةً ... لم تسلك الدُّموع في آماقها

لو بكت الورق ببعض دمعه ... امتحت الأطواق من أعناقها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015