وكان من أبناء المحّدثين الكتاب، وكتب الحديث ورواه هو وأبوه وجّده وأبو جدّه. سمع الحديث على مشايخ بغداد: كأبي عبد الله الطرائفي، وأبي غالب بن الداية، وجدّه أبي الفتح محمد بن /253 أ/ علي بن هبة الله، والقاضي علي بن الحسين الزينبي؛ وهو آخر من حدّث عنه فيها بعلم، وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، وأبي القاسم هبة الله بن الحسين بن علي الحاسب، وأبي الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد المديني، وسعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء، وأبي الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري وغيرهم.

وكان يتولّى النظر بطريق خراسان في زمن الناصر لدين الله أبي العباس أحمد- رضي الله عنه- وكان يرجع إلى فطنة وأدب وسلامة قريحة في قرض الشعر، ويحفظ القرآن، ويحكي الحكايات في مواضعها وعمِّر حتى تفرّد بشيوخ يروي عنهم؛ كتب عنه أبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي.

وكان مشتهرًا بالميل إلى التشيّع على مذهب الإمامية، وكفّ بصره في آخر عمره؛ وفي ذلك يقول، وكتبه إلى الإمام الناصر لدين الله –رضي الله عنه-:

[من الكامل]

مولاي عبدك قد أضرَّ وقد غدا ... في قعر منزله طريحًا كالحجر

لا يستطيع السَّعي فيما فاته ... لمصابه بالعين مع وهن الكبر

والعبد عبدك شاكرٌ لمصابه ... إذا كان من دون البصيرة بالبصر

فامنن أمير المؤمنين ببرِّه ... واجبره يا خير الورى فقد انكسر

/253 ب/ فالنَّاس كلُّهم لبرِّك عيلةٌ ... ولمثل هذا اليوم برك يدَّخر

فالموت اهون من تقلُّد منّة ... لسوى أياديك الشَّريفة ذي الغرر

لا زال أمرك في البريَّة نافذًا ... أبدًا وفي الأرضين ياخير البشر

وقال في عماه أيضًا: [من الطويل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015