وأصبح يحدّث أخبار الملوك في أم القرى، سنده عن حفظ ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى. والذي انشق له القمر المنير، ونبع من بين يديه مراراً عدّة الماء النمير، وزكابيمن يمينه الطعام اليسير، فأكل منه الجم الغفير. وقد جعل الله في /165 أ/ كل عضو منه آية، وذلك دليل على مكانه عند ربه وأنَّ له به عناية، والذي حذره الذراع المسموم عن أكله، ثم لم يعد عليه بعدما أكل منه لقمة لعصمة الله في ذلك كلّه. والذي حنَّ الجذع اليابس إليه وسمع له صوت كأصوات العشار، وهذه آية نظرت بعين الصحة وطارت بجناح الانتشار، ورجف به وبخلفائه الجبل فراضه برجله، وقال: أسكن فسكن وامتثل، وبث له شكوى الجمل.

والذي قرن الله –تعالى- اسمه باسمه. وأعلن به الدنيا في كل مكان، وأجرى ذكره بأنواع المحامد على كل لسان؛ والذي كان ينصر ويؤيد في الحروب، بريح الصَّبا وهي ذات الهبوب، فهزمت ليلة الأحزاب جميع أعدائه. وكانوا قد حاصروه في عدّة ألوف، فاقتلعت الخيام، وأكفات القدور وزحزحت جميع الصفوف. ز ونصر بالرعب مسيرة شهرين بين يديه، ونزلت السكينة من الله عليه؛ وانكسر سيف عكاشة بن محصن يوم بدر فاعطاه عرجونًا أو عودًا فصار بيده سيفًا يومئذ يفري الجماجم، ويبري /165 ب/ الأعضاء والبراجم. وكذلك انقطع سيف عبد الله بن جحش يوم أحد فأعطاه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عرجون نخلة، فصار في يده سيفًا، يقال إنّ قائمة منه، ولم يزل يتناول حتى بيع من بغًا التركي بمائتي دينار. وهذه معجزة قد بقيت بعد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهي واضحة المنار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015