كلُّهم من شكر كفَّيك غدوا ... في رياض من صفات ترتع
فإذا .... النَّاس حلا عن ملوك صنعوا ما صنعوا
فليزخرف كلُّ شيء حدَّثوا ... أنت أنت الدَّهر لا ما أسمعوا
فابق واسم في سعود مالها ... من أفول في نجوم تطلع
دائمًا ما تعالت قينة ... فرع أيك وسط روض تشجع
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فقال هذه الكلمة:
/163 ب/ "من عبد الله المأمون أمير المؤمنين، سلالة أهل البيت الطاهرين، أهل مهبط الوحي، ومصعد الأمر والنهي، ومدار أفلاك العلا، ومزار أملاك السما، وموطن التنزيل، وموطيء الروح الأمين جبريل، ومقرّ الخلافة والإمامة، وموضع الكرامة، ولنا تحج ملوك الأرض، وذلك أوجب عليهم وجوب الفرض. فأن شرفنا بالسبق وفات، وهيهات دانٍ يدرك شأونا هيهات.
كلّ ذلك ببركة ابن عمنا، الذَّي يالبركة عمنا، الإسماعيلي النسب، الإبراهيمي المنتسب، المنيف الطرفين، الشريف السلفين، الملتقي بالرسالة، للأداء والدلالة، المبعوث إلى الأحمر والأسود، سيد ولد آدم وما ولد، الَّذي أيد بكتاب أنزل من الملكوت الأعلى عليه، وأوصل يدي الروح الأمين إليه. أعجز الأنس والجن حين تحداهم برهانه، وأعجب الجن لما سمعوا بيانه، فيه تبيان كل شيء وتفصيله، وبرهان كل شيء ودليله، قد فصلته آياته بتقديس وتوحيد، ووعيد، وحكم وأحكام، ونقض وإبرام، وقصص وأخبار، /164 أ/ وسير وأسرار، والحض على العمل الَّذي هو سبب دخول الجنّة، والتحذير من العمل الَّذي هو سبب دخول النار؛ فهو بحر لا تفنى