أخبرتنا عن دنِّها المختوم ... خبر الكهف مسندًا والرَّقيم

زوجة الماء أم لهو عروس ... وأبوها العنقود بنت الكروم

وقرأنا ما أعلمت فتعوَّد ... إن طغى الهمُّ بالسَّميع العليم

خاطبتني أن ادن منِّي فلمَّا ... أن تبدَّت آنست نار الكليم

قلت هذا الخليل في نار نمرود سليمٌ من العذاب الأليم

فإلى بائع المدامة هل لي ... من صديق أو من شفيع حميم

فاسقنيها جهرًا ودعني من قول عتُّل من بعد ذاك زينم

أنا لمَّا نذرت سفك دم الزِّقِّ رجاً للأجر والتَّعظيم

قال خمَّارها وقد جاء بالبشرى وعتقي من كفِّ رقِّ الهموم

قد صدقت الرُّؤيا فإنَّا فديناك بزقٍّ فابشر بذبح عظيم

/153 ب/ إنَّ دين اللَّذات منِّي على خمسٍ فخذها عن مذهب مستقيم

زمن الورد والشَّباب وتبرٌ ... والحبيب الوافي وبنت الكروم

هو من أهل الديار المصرية، أصله من الشام الشيخ النبيل المتفنن في جميع العلوم الدينية والأدبية. وكان من الشعراء المتوسعين في الكلام، المتقدرين على إنشائه في عصرنا، مطيلاً في قصائده وربما بلغت قصيدته ثمانمائة بيت؛ وذلك لقوته في النظم، وغزارة مادته، واتساع باعه، وسرعة خاطره في نحت القوافي. وكان عالمًا بصناعة الشعر ومعانيه، ولم يمدح لأحد إلاَّ كان يقوله نظريًا لنفسه، ولم يقبل من أحد جزاء لشرف نفسه وعزتها. وكان مع ذلك رجلاً من عباد الله الصالحين وأوليائه المتقين؛ زاهدًا عما في أيدي الناس، سالكًا طريقة السلف الصالح، ويذهب مذهب /154 أ/ التصرف. يقنع بما رزقه [الله] تعالى:

وكانت وفاته يوم الثلاثاء الثاني من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بالقاهرة المعزيَّة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015