بأسرع منه للصَّريخ إجابةً ... إذا أصبح النُّور الشَّماليُّ مقتما
وأنشدني لنفسه في سنقر الحكيم وقد رمى بالسهام، فأصاب حلقة الغرض خمس مرَّات متوالية: [من الطويل]
/31 ب/ وعوجاء من بانٍ إذا هي أرسلت ... إلى الجمع فردًا من بنيها تفرُّقا
أصبت بها خمسًا تؤامًا تواليًا ... بحلقة قدٍّ دقَّ عن أن يحقَّقا
ووصَّلتها لو شئت إعجاز صنعةٍ ... فلم تدرك الأبصار منهنَّ أفوقا
فحسبك منها معجزًا لسعادةٍ ... برغم العدا دامت ودام لك البقا
وأيُّ مرامٍ لم ترح فيه أوَّلًا ... وتاج فخارٍ لم تكن فيه مفرقا
ولمَّا دعوت الشِّعر باسمك أقبلت ... قوافيه في مضمار مدحك سبَّقا
فحبَّرت منه في علاك مدائحًا ... تجرُّ جريرًا خلفها والفرزدقا
[476]
عليُّ بن عمر بن حسن بن رسن، أبو الحسن الشيبانيُّ العبدليُّ.
من أهل باجسري، قرية كبيرة من أشهر قرى بغداد.
حدثني الصاحب أبو البركات المستوفي -رضي الله عنه- بإربل، قال: ورد العبدلي إربل قديمًا، وكان شابًا أسمر، أقام بالشام مدةّ، وذكر أنّه قرأ على أبي اليمن الكندي شيئًا من أشعار العرب، وأنّه سمع الحديث، وأنَّ عنده نحوًا وغيره، وليس كما ذكر في إحكام شيء من النحو /32 أ/ ولا غيره، وإن شمّ منها بعضها.
أنشدني لنفسه في شهر جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وستمائة -شعره في غاية السقوط جدًا-: [من الطويل]
أشاقك من شاطي ديالى حدائقه ... فأذريت برقا الدمع وانهلَّ ناعقه
تئطُّ إلأى نصرٍ به الذَّبُّ كلَّما ... تغطغط جونٌ أو تداعت فوارقه
قال الصاحب شرف الدين أبو البركات -رضي الله عنه- وهي تسعة عشر بيتًا على