التعليم فلم يستفد أحد منه بطائل.

ترددت إليه غير مرة، واقتضيته شيئاً من شعره، فكان يعدني ويمطلني ويتعلل بأسباب وأحوال، فحين كثر ترددي إليه، سئمت من مطله، ثم مرض في أثناء تلك الأيام؛ ومات ليلة الإثنين سابع عشر ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة ببغداد، ودفن بجانبها الشرقي بمقبرة الوردية- رحمه الله تعالى.

أنشدني أبو الحسن علي بن المفرج بن المبارك بن المعوج الواسطي؛ قال: أنشدني أبو الحسن اللغوي لنفسه أبياتاً كلفه عملها الوزير جلال الدين أبو المظفر عبد الله بن يونس لتكتب على أيوان في دار الخليفة الناصر لدين الله- رضي الله عنه:

[من البسيط]

دار تظلُّ لها الآمال عاكفة ... ويستجير بها من جرمه الجاني

تشب نيران بانيها إذا خمدت ... نار القرى لمضيف أو لضيفان

/249 ب/ فلو تراءت لخير الموقدين رأي ... إنسان عينيه فيها غير إنسان

وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من المنسرح]

مولاي يا من ذهاب راحته ... هامية للعفاة بالذَّهب

قد اعوزتنا حمراء صافية ... تنمى إذا ما انتمت إلى العنب

فأبعث بها واغتنم ثنائي يكن ... بين عطا ياك أقرب النَّسب

وأنشدني؛ قال: أنشدني من شعره: [من السريع]

يا ملكاً أصبح أعداؤه ... بالغيظ هلكي منه بالغيظ

بقيت ما استحسن لفظ وما ... خالف لفظ البيض للبيظ

قد جاءت الغلَّة في وقتها ... كالماء للعطشان في القيظ

وكلما أبطأ إطلاقها ... عني تميزت من الغيظ

وأنشدني؛ قال: أنشدني أيضا قوله: [من الخفيف]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015