/234 ب/ فأنت لي جنَّة أرجو النَّعيم بها ... لولا تجنيِّك لم أبرح أناجيكا

يا كعبة الحسن ناد القلب محتجا ... فإنَّه في إحرامي يلبيِّكا

كم ليلة غبت عن عيني فما حفلت ... بالبدر في الأفق لما بات يحكيكا

وملت للغصن لما أن حكاك هوى ... فلم أجد فيه شيئا من معانيكا

أهوى لأجل ثناياك العذاب من ... لثم الأقاح وما فيها لما فيكا

تعلًّلاً لفؤاد لم تعده سوى ... هدر فيتعاض عن وصل تمنيِّكا

إن كنت أنكر ما بي من جوى وهوى ... فانظر لشاهد حالي فهو يببيكا

وحسب حبِّك أنَّ القلب في وله ... وما تعداَّك توليه تعدِّيكا

زد يا غرامي وإن زاد الحبيب قلى ... فإن أدنى وصال منه يرضيكا

وقوله: [من الخفيف]

غردت في الأراك وهنا حمامه ... فأتاحت للمستهام حمامه

هي تبكي تطرُّبا وهو يبكي ... بجفون قريحة مستهامه

مغرم ما انتشى بكأس سلو ... فيعِّنيه عاذل بملامه

ذو فؤاد للوجد يسكن نجدا ... وهو يهوى من الهيام تهامه

سلبته ظباء وجرة قلباً ... ما ارتضى بعدهن دار مقامه

/235 أ/ ومنها:

بوجوه مثل الصَّباح صباح ... وثغور نقَّية بسَّامه

نقل المسك عبقة عن شذاها ... وروى البدر عن سناها تمامه

لا تلمها إن عربد اللحظ منها ... ثملت بالرُّضاب وهي مدامه

وغزال خطَّ الجمال بخدَّيه على ... الورد للوسامة شامه

طرّز الحسن وجهه بعذار ... ما تعدّى فمن ترى رسَّامه

طرفه الملاحة حتى ... كسرت جفنه وسلَّت حسامه

إن سألناه الوصل صال ليثاً، أو سألناه اللثم ردَّ لثامه

أو طلبنا منه ديون هواه ... أثبت التِّيه عندنا إعدامه

وقال: [من مجزوء الرجز]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015