أنشدني ولده أبو عبد الله محمد؛ قال: أنشدني والدي لنفسه يتشّوق أهله: [من البسيط]
هل لي إيابٌ إلى أهلي وأوطاني ... وجيرةٍ ذكرهم روحي وريحاني
أرضٌ هويت هواها إذ بها نجمت ... قدمًا منابت أعراقي وأغصاني
وجيرةٌ جارهم لا جور يكلمه ... وهم له مثل أنصارٍ وأعوان
إذا تعوَّضت عنهم لم أجد عوضاً ... كلاَّ ولم يري إنساني لإنسان
/228 أ/ وصاحبٍ كنت أرجوه وآمله ... عوناً لفتح ملمَّاتٍ وأضغان
جازيته بجميل الفعل مجتهداً ... في حفظه وبضدِّ الفعل جازاني
كم نال بالنِّيل بعد الصَّدِّ من غرضٍ ... وكم عليَّ قسي كلبٌ بقوسان
ولسد أجزع من ضدٍّ ولي سندٌ ... عليه بعد إله العرش تكلاني
إمام حقٍّ أقام الدِّين مجتهداً ... بالسَّيف أبني طغاة الإنس والجان
وأنشدني أيضاً؛ قال: أنشدني والدي لنفسه من جملة أبيات قالها في غرض له:
[من الطويل]
سقي منزلاً بالنَّيل لي فيه منزل ... سكوب الحيأ مثعنجرٌ متهلِّل
وأيام. . . . . بالسُّرور قطعتهأ ... وقلب مقيمٍ بالجميل موكَّل
ومنها:
أجواد أقيالٌ كرامٌ أعزَّةٌ ... عوار فهم تزداد والعام ممحل
تري تقدر الأقدار تجمع بيننا ... وتنصفنا الأيَّام والدَّهر يعدل
ونلبس ملبوس المواهب والتُّقي ... ونسجتها في الصَّالحات ونرفل
ندير دروس العلم فينا ولم نزل ... نعلَّ معانيها الحسان وننهل
وإنَّا وإن شطَّت بنا غربة النَّوي ... . . . . . في النَّاس مجدٌ يؤثَّل
/228 ب/ سمونا فأنجانا السُّمو وقد سما ... أبو جرض أنجاه حرٌ محجَّل
وهيهات ينجو فاسقٌ حال بينه ... وبين نجاة جحفلٌ فيه جحفل
بأيديهم سود ..... كأنَّها ... إذا لمست كادت لها النَّفس تجفل
وأعلوه لكن ظهر حرٍّ تخاله ... كراكبه عيناه عيناه تغزل
وحافره [يا] للرجال مقبَّبٌ ... كحافره صلب المسامير منعل