جعل العود علي الزَّوراء ... من بعض ثوابه
أتري يوطئني الدَّهر ... ثري مسك ترابه
وأراني نور عيني ... موطئا لي وتري به
علىُّ بن ناصر بن مكِّي بن اللّيث، أبو الحسن المدائنيُّ الشيبانيًّ
كان فقيهاً شاعراً مترسلاً، زاهداً في الصلاة؛ قليل الرغبة في الصِّلات؛ ذا أدب وعلم، أتقن طرفاً من/219 ب/ الحكمة.
وكان سوداويُّ المزاج، به وسواس كان يعتريه؛ سافر إلى مكّة، ودخل الديار المصريّه، وبلاد الموصل وغيرها من البلاد.
أنشدني أبو الثناء محمود بن محمد بن الأنجب؛ قال: أنشدني علي بن ناصر لنفسه بإربل سنة خمس وتسعين وخمسمائه؛
وبلغني أنَّه بقي إلى بعد سنة عشر وستمائة: [من الطويل]
أعد نظراً يا طرف إنَّك حالم ... وخلِّ الهوى يا قلب إنَّك هائم
فما الرَّكب إلاَّ غير من أنا ناشد ... وما الصحب إلاَّ غير من أنا لائم
أضعت غداة البين رشدي وأنكرت ... معارف عندي للنُّهى ومعالم
وقال أصيحابي ذر الهمَّ والمنى ... فلن يكرث الفتيان ما أنت راغم
وكن راضياً بالدَّهر فيما قضى به ... فإنَّ نصيب الدَّهر ما هو قائم
فيا ناشد الآظعان إن جزت بالحمي ... وعجت بحزوي والعيون نوائم
وشارفت رند الأبرقين وأبرقت ... عليك بأطراف القباب اللَّهازم
فحيِّي بها من حيَّ شيبان معشراً ... تحيِّك من أبياتهن المكارم
وقال أيضاً: [من الطويل]