أديب شاعر، عزيز الشعر في فنون، تامُّ العلم باللغة، واسع الحفظ استظهر شيئا كثيرا من الأشعار, وأيام العرب؛

وكان من جمله محفوظاته؛ إصلاح المنتق، يهذّه هذا من

خاطره, وغير ذلك.

اخذ علم العربيه, عن ابي محمد بن الخشاب النحوي, وابي نزار الحسن بن صافي

البغدادي, والملقب ملك النحاة.

وكان صاحب رسائل وخطب ومنظوم ومنشور, وتصنيفات جمَّة, فمن مصنفاته؛

كتاب ((الحماسة)) من شعره, وكتاب ((بداءة الفكر في بدائع النظم والنثر)) من قبله ايضا,

وكتاب ((انيس الجليس في محاسن التجنيس)) من إنشائه وشعره, وكتاب ((النكت المفحمات

في شرح المقامات))، وكتاب" مجتنى ريحانة الهمّ في اشتقاق المدح والذم"، وكتاب"معاية العقل ومعاناة النقل"، وكتاب

/215 ب/"أري المشتار في القريض المختار"، وكتاب صياح المنى في إيضاح الكنى"، وإلى غير ذلك من التواليف.

وكان مع فضله وحفظه؛ فاسد العقل والدين، مهوّسًا تاركًا للصلوات الخمس، ضعيف العقيدة، ذا خفةٍ وطيش،

يطعن في العلماء، ويقدح في الأدباء؛ وكان دأبه الإزراء علي الشعراء المتقدمين، ويجهل الاوائل، وينبزهم بالكلاب،

ويصف نفسه ولا يري فوقه أحداً، وتبدر منه ألفظ رديئة في حقِّ أهل العلم.

وكان قد طاف قطعة من البلاد، ثم قطن الموصل، وانتابه الناس لاستماع كلامه، ولم يزل بها ساكناً، إلى أن توفي

في العشر الآخرة من ربيع الآخر سنة إحدي وستمائة؛ ودفن بمقبرة المعافي بن عمران.

أنشدني أبو عبد الله محمد بن أبي السعادات الموصلي؛ قال: أنشدني أبو الحسن شميم لنفسه، يصف الخمر وعتقها:

[من مجزوء الكامل]

إمزج بمسبوك اللجين ... ذهبا حكته دموع عيني

لمَّا نعي ناعي الفراق ... ببين من اهوى وبيني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015