وقال أيضاً: [من الطويل]
أيا دوحة هام الفؤاد بذكرها ... عليك سلام الله يا دوحة الأنس
رمتني النوى بالعبد منك وقولها ... وقد كنت جاراً لاصفاً لك بالأمس
فيا ليت أنِّي بعد بعد احبتي ... نقلت كريماً راضي النفس بالرَّمس
وإلاَّ فليت الدَّهر يمكن منهم ... بقبض حبال الوصل بالأنمل الخمس
إذا جال طرفي بالعراق وجوه ... كأني نظرت الأفق من مطلع الشمس
[419]
/ 205 ب/ عليُّ بن محمد بن يوسف بن مسعود,
أبو الحسن القرطبيُّ القيسي القبذاقيُّ, المعروف بابن
خروف.
خرج عن الأندلس, وقدم بلاد الشام, ونزل حلب, واستوطنها في أيام الملك الظاهر
غياث الدين غازي بن يوسف بن أيوب, وانقطع إليه وامتدحه بعدة قصائد؛ ومات في أيامه
في سنة أربع وستمائة.
وكان من المطبوعين في الشعر, وظراًف الناس في وقته؛ وكان من المطبوعين ذا
فصاحة ودماثة, قيماً بعلم العربية والأدب, حسن الشعر, يتخالع فيه, وله مكاتبات ورسائل
ويد باسطة في عمل الموشح والأزجال الأندلسية. وكان من أقدر الناس في صنعتها.
وكان صديقاً لابن لهيب الشاعر, وبينهما انبساط يقتضي الاسترسال, معه [في]