"المختار", وكان قدسمع شيئاً من الحديث على أبي القاسم إسماعيل السمر قندي,

وقرئ عليه بالموصل, وأضرَّ في آخر عمره.

وكانت وفاته بالموصل, ثالث عشر المحرم سنة عشر وستمائة, ودفن ظاهر

البلد _ غربيه _ بمقبرة المعافى بن عمران الزاهد _ رضي الله عنهما؛ وكانت ولادته ببغداد

بباب الأزج, بدرب ثمل في الثالث والعشرين من ذى القعدة سنة ست أو خمس عشرة

وخمسمائة.

هكذا ذكرا لما سئل عن مولده, وكان مع ذلك كثير الصدقة, حسن الأخلاق, واسع

النفس, له أشعار.

أنشدني أبو العباس أحمد بن سيف بن محمد الموصلي؛ قال: أنشدني الحكيم أبو

الحسن لنفسه: [من الطويل]

ومن لم يخف ذماً فلا ترج أنَّه ... يعفُّ عن العوراء وهو قدير

/ 205 أ/ ومن لم تكن آباؤه وجدوده ... كراماً وإن يبخل فذاك جدير

وممّا وجد له ايضاً؛ قوله يتشوق فيه إلى أهله بالعراق, ونقِّل من خطه:

[من الطويل]

أيا أثلاث بالعراق ألفتها ... عليك سلام لا يزال يفوح

لقد كنت جلداً عند قربي بقربها ... فقد عاد مكتوم الفؤاد يبوح

فمأ أحسن الأيام في ظل أنيبها ... قبيل طلوع الشمس حين تلوح

وقد غرَّد القمري في غسق الدجى ... وداعي حمام في الغصون ينوح

ذكرت ليال بالصراة وطيبها ... نطير لها شوقاً ونحن جموح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015