تبًا لهذي الدُّنيا فما رؤيت ... إلا بحبل الجهَّال معتلقه
عقيرة حولها الكلاب فقد ... وافق شن من أهلها طبقه
أين رجال الدُّنيا وساستها ... ذلك جيل أفناه من خلقه
قد سبقوني موتًا فلا بد للمسبوق أن يلحق الَّذي سبقه
/203 ب/ وخلَّفوني بالكره في خلف ... أجرع من سوء فعلهم رنقه
زعنفة تسكن الحوانيت ما ... زالت إليها للكسب منطلقه
وباعة تجمع الحرام وما ... من غير أديانها لها نفقه
حتَّى إذا ما لمنصب وليت ... أضحت بسحت البرطيل مرتفقه
لو راهنوني في أنَّهم بقر ... يومًا لأضحت رهانهم علقه
أو حلَّ ما بينهم هبنَّقة ... لكان أغنى حجاهم حمقه
ما في كتاب الأوراق أجمعه ... مثل أحاديثهم ولا الورقه
وزاده الملك ما التِّجارة من ... آلاتها يا طغام يا فسقه
أين السِّياسات للمالك من ... سمُّورة تشترى ومن وشقه
صونوا السوء بالأمر كم رفعت ... ولا تكونوا لها من العققه
فربَّ ..... الكفّ فاتله حبلًا ... بما أبرمته مختنقه
كم ذنب صار من جهالته ... رأسًا ففكُّوا من رأسه عنقه
وكم وضيع علا فحطَّ وقد ... أضحت قلوب الورى به حنقه
لولا تعاليه في سفالته ... ما حرموه الحنوَّ والشَّفقة
يا ليت ضبَّ الفلاة يسلم من ... محترش وهو ساكن نفقه
/212 أ/ أنت كالنَّجم بينهم وهم كاللَّيل يعلو ركامه غسقه
يخشونني كالحمير عاينت الليث فظلَّت مرهوبة فرقه
فهم يظنُّون [أنَّ] الأرض مائدةً ... من رعبهم والسماء منطبقه
كذاك من يمتطي المناصب لا ... من أهلها لم تزل به قلقه
ومن رقى شاهقًا ولم يعتد المشي فلا يأمن به زلقه
كم مقرف رام رائعًا فكبا ... وانشقَّ بهرًا ولم ينل طلقه
ما شاء يهوى خَلقًا ولا خُلقًا ... إلا كما شابه الرّصاص رقه