/196 ب/ جرت العوائد إذ يجاز محدِّث ... بحضور آخر لم يجز يتغبَّن
وعوائد المولى التقيِّ بفضله ... جبر القلوب وجبر قلبي هيِّن
وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه، وقد ذهب بابنه كرهًا إلى جدّته وهو يقول له: دعني عندك اليوم وغدًا وابعثني إليهم؛ فقال: [من الكامل]
لهفي على الولد العزيز وقد غدا ... كرهًا يفارقني إلى بيت العدا
ويقول: يا مولاي تسلمني إلى ... من ليس يرحمني، ويوردني الرَّدى!
مولاي دعني عندكم متنعِّمًا ... يومي وينتقمون مني هم غدا
مولاي كيف تسرُّ وابنك موثق ... في أسر باغيه عليه تمرَّدا؟
فأجبته والدَّمع منهمل على ... خدٍّ نحيل أصفر: نفسي الفدا
نفسي فداؤك من أذى جرِّعته ... طفلًا فساعدك الإله وأسعدا
[412]
عليُّ بن عبد الرحمن بن عثمان بن الحسن بن عبلة بن الرفاعيِّ، أبو الحسن.
/197 أ/ كانت ولادته – بقرية من سواد واسط، تدعى أم عبيدة – في سنة ثمانين وخمسمائة، وتوفي بها ظهر يوم الخميس الرابع عشر من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وستمائة، وقبره بها يزار – رحمه الله تعالى -.
كان شيخ وقته زهدًا وحالًا؛ فقيهًا شافعي المذهب، واعظًا كبير البيت، عارفًا بتفسير القرآن والحديث النبوي، وله جماعة كثيرة من المريدين والأتباع، ينتمون إليه، ويقصدونه من كلّ مكان، وأهل السواد يقبلون عليه ويعتقدون فيه اعتقادًا عظيمًا، وذكره مشهور في البلاد سيَّار في الأقطار.
أنشدني القاضي أبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد الله بن سابور الهمامي، بالهرب من الأعمال الواسطية في شهر شعبان سنة تسع وثلاثين وستمائة، قال: أنشدني الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الرفاعي لنفسه: [من الطويل]