قد أسعد الله أرضًا أنت مالكها ... وعصرها بك يا داود مودود
ربوعها بندى كفَّيك مرتبع ... وكلَّ يوم لأهليها بها عيد
باتت إليك أمانينا وأنفسنا ... كثيرة الشَّوق والمهريَّة القود
كالأرض تشتاق هطَّال السَّحاب إذا ... ما صوَّح النبت يومًا أو ذوى العود
لا زال كفُّك للقصَّاد منتجعًا ... تبيضُّ من جوده آمالنا السُّود
[405]
/190 ب/ علي بن أحمد بن فشتال، أبو الحسن الكاتب.
الفاضل الأديب.
أخبرني شيخ الشيوخ؛ قال: أظُّنه من أهل الأندلس، رأيته بمراكش. وكان معطلًا عن العمل حاليًا بفضائله، وإن كان في العطل.
وله رسائل حسنة، وألفاظ بديعة معتبرة؛ وكان يميل في رسائله وشعره، إلى طريقة أهل المشرق، وحصل من عندي كثيرًا من ترسل القاضي الفاضل، والعماد الكاتب وغيرهما – رحمهم الله -.
وكتب إلى بإحسان تجدد لي من السيد أبي يوسف يعقوب بن عبد المؤمن، وهو تمليك بستان بناحية أغمات، وتقدّم إلى بقضاء حوائج الغرباء والعود عنده:
[من الطويل]
رأيت بعيني اليوم في صحف المنى ... لمجدك ما تعطي من الحظِّ في غد
فصرت أمنِّي النَّفس تجديد ما عفى ... من العزِّ لي في عزِّك المتجدِّد