فخر الملوك مجير الدِّين داود ... من ظلُّ جدواه فوق الخلق ممدود

/189 ب/ من الملوك وإن جلُّوا وإن عظموا ... عند التناسب محسوب ومعدود

ملك غدا فضله في الأرض منتشرًا ... ومجده فوق أفق الأرض معقود

قف حيث دوحة ذاك الملك زاهرة ... والسَّيف ذو شطب والرُّمح أملود

والعزُّ أقعس والآمال باسمة ... وللعفاة ببذل الجود تبديد

فثمَّ أبلج وضَّاح الجبين إلى ... حديث نائله تعلو الأسانيد

يهزُّ للمدح أعطافًا مكرَّمةً ... لم يثنها عن بناء المجد تفنيد

متيَّم بالمعالي هائم دنف ... سكران من نشوات الفضل عربيد

ما بال سيفك لا تنبو مضاربه ... تراه في عزمك الفتَّاك مقدود

وخيلك الجرد لا تنفكُّ غائرةً ... كأنَّها المال من كفَّيك والجود

وطيب نشرك لا ينفكُّ ذا أرج ... كأنَّه المسك والجاديُّ والعود

إنَّ الإمارة إسم أنت مثبته ... والملك أنت له ركن وتشييد

والفضل لولاك ما قامت دعائمه ... ولا استقام له ساق ولا جيد

لله أنت فكم قد حزت من شيم ... بنشرها يستلذُّ الرَّكب والبيد

فضل وعلم وإفضال ومعرفة ... وهمَّة وندى كفٍّ وتأييد

لا يطَّيبه أقاويل مزخرفة ... ولا يرنِّحه الوهنانة الرُّود

/190 أ/ وللسرير وللدست المطلِّ به ... والتَّاج والسَّرج تعظيم وتمجيد

وما سمعنا بملك قبله بشر ... كفَّاه بحر ندى والقلب جلمود

يهتزُّ تحت وشيج الخطِّ منه فتى ... في الحرب والسِّلم معروف ومشهود

طلق النَّقيبة في النَّادي لآمله ... وفي الكريهة مقدام وصنديد

حوض وروض لجانيه ووارده ... فالحوض والرَّوض مروود ومورود

يقول للوفد والطرَّاق نائله ... هذا الغنيُّ متى ما شئتم عودوا

كأنَّما نغمات السَّائلين إذا ... طافوا بأبوابه لحن وتغريد

زها به الملك وانقادت شكائمه ... إليه فهو إلى الأملاك محسود

أفتى وأفتك في يومي ندى ووغى ... لأنت ذاك على الحالين محمود

نثني عليك وتأتينا عوائدك الحسنى فأنت لنا قصد ومقصود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015