ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من القول الأول، ومن زعم أن ألفاظنا وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي، وقد كلم الله موسى عليه السلام تكليما منه إليه، وناوله التوراة من يده إلى يده، ولم يزل عز وجل متكلما (?) .
والقرآن كلام الله، حروفه ومعانيه، ليس كلامه الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف. واحتج أحمد بن حنبل (?) بأن الله تعالى كلم موسى، فكان الكلام من الله، والاستماع من موسى، وبقوله عز وجل:. . {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة: 13] الآية [السجدة: 13] . وروى الترمذي عن خباب بن الأرت (?) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم لن تتقربوا إلى الله عز وجل بأفضل مما خرج منه، يعني: القرآن» (?) .