مغارب الْيمن، وَهُوَ حصن مَسْوَرْ وَنشر الدعْوَة الباطنية بِالسَّيْفِ كَمَا نشرها (عَليّ ابْن الْفضل) وَلكنه كَانَ فِي إِظْهَار الْكفْر والإلحاد دون عَليّ بن الْفضل ثمَّ بقيت بعده بقايا يتناوبون هَذِه الدعْوَة الملعونة، يُقَال لَهُم الدعاة. وَمِنْهُم الْملك الْكَبِير (عَليّ بن مُحَمَّد الصُّليحي) الْقَائِم بِملك غَالب الديار اليمنية. وَبقيت الدولة فيهم حينا من الدَّهْر، وَلَكِن الله حَافظ دينه، وناصر شَرِيعَته.
فَإِنَّهُ كَانَ فِي جِهَات الْيمن الجبالية، دولة لأَوْلَاد (الإِمَام الْهَادِي يحيى ابْن الْحُسَيْن) رَحمَه الله، فصاولوهم، وجاولوهم، وقاتلوهم فِي معركة بعد معركة، وموطن بعد موطن حَتَّى كفوهم عَن كثير من الْبِلَاد، وَبَقِي لِلْإِسْلَامِ رسم، وللدين اسْم. وَلَوْلَا أَن الله حفظ دينه بذلك لَصَارَتْ الْيمن بأسرها قرمطية باطنية. ثمَّ جَاءَت بعد حِين من الدَّهْر دولة الإِمَام الْأَعْظَم (صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن عَليّ)