ابْن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس، ثمَّ ملك بعده أَخُوهُ الْمَنْصُور، ثمَّ أَوْلَاده من خلفاء بني الْعَبَّاس، وَكَانَت لَهُم تِلْكَ الدولة الطَّوِيلَة. بل كَانَ لَدَى أَوْلَاد عَليّ بن أبي طَالب من الْأَخْبَار الْمُتَعَلّقَة بالدول مَا هُوَ مَعْرُوف، وَكَانَ الإِمَام الباقر وَالْإِمَام الصَّادِق يخبران خواصهم بِالْوَقْتِ الَّذِي تنْتَقل فِيهِ الدولة من بني أُميَّة إِلَى بني هَاشم. بل كَانَ عِنْد بني أُميَّة من دولتهم أَخْبَار منقولة فِي كتب التَّارِيخ، وَكَانَ الْعَارِف بهَا مسلمة بن عبد الْملك بن مَرْوَان.
وَمن أعجب مَا روى عَنهُ أَنهم اجْتَمعُوا فِي أَيَّام دولتهم فِي مَسْجِد من الْمَسَاجِد الْخَاصَّة بهم، فَصَارَ مسلمة بن عبد الْملك يُحَدِّثهُمْ بالأمور الَّتِي يكون بهَا زَوَال دولتهم، وبينما هُوَ يذكر لَهُم قيام أبي مُسلم بِظُهُور الدولة الهاشمية بخراسان، صَادف فِي ذَلِك الْوَقْت دُخُول رجل غَرِيب عَلَيْهِم ووقف يسمع الحَدِيث ومسلمة يُحَدِّثهُمْ عَن الْجَيْش الَّذِي يقدم من خُرَاسَان ويصل إِلَى الْعرَاق، وَتظهر دولة بني العباسية فَسَماهُ باسمه، وَقَالَ: هُوَ رجل اسْمه قَحْطَبَةَ ابْن شبيب صفته كَذَا، ثمَّ وَقعت عينه على ذَلِك الْغَرِيب، فَقَالَ كَأَنَّهُ هَذَا أَو