وَالْخَوْف والخشية من الله عز وَجل كَمَا قَالَ عز وَجل: {وَلمن خَافَ مقَام ربه جنتان} . وَفِي الحَدِيث الْمُتَّفق عَلَيْهِ فِي السَّبْعَة الَّذين يظلهم الله فِي ظله وَمِنْهُم رجل دَعَتْهُ امْرَأَة ذَات منصب وجمال فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف الله.
وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث الثَّلَاثَة الَّذين انطبقت عَلَيْهِم الصَّخْرَة فَقَالَ صَاحب الْمَرْأَة الَّتِي دَعَتْهُ فَتَركهَا: " اللَّهُمَّ إِن كنت تعلم أَنِّي إِنَّمَا فعلت ذَلِك رَجَاء رحمتك وخشية عذابك " وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا.
وَكَذَلِكَ حَدِيث الرجل الَّذِي أَمر أَوْلَاده بإحراقه إِذا مَاتَ فَقَالَ لَهُ الله عز وَجل: " لم فعلت هَذَا؟ قَالَ: خشيتك يَا رب وَأَنت أعلم فغفر الله لَهُ ". وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا.
وَأخرج ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم عَن الله سُبْحَانَهُ أَنه قَالَ:
(وَعِزَّتِي لَا يجْتَمع على عبد خوفان وأمنان: إِذا خافني فِي الدُّنْيَا أمنته يَوْم الْقِيَامَة، وَإِذا أمنني فِي الدُّنْيَا أخفته يَوْم الْقِيَامَة) .
وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم:
(قَالَ الله عز وَجل: أخرجُوا من النَّار من ذَكرنِي يَوْمًا أَو خافني فِي مقَام) . وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم يَقُول:
(من خَافَ أدْلج، وَمن أدْلج بلغ الْمنزلَة، سلْعَة الله غَالِيَة، أَلا إِن سلْعَة الله الْجنَّة) .
وَأخرج البُخَارِيّ وَغَيره من حَدِيث أبي ذَر، أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم