" أعوذ بِكَلِمَات الله التامات من شَرّ مَا خلق ": وَيَقُول: بِسم الله الَّذِي لَا يضر مَعَ اسْمه شَيْء فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم "، وَآيَة الْكُرْسِيّ فَإِن ذَلِك حرز حريز من جَمِيع الشرور لما ورد فِي هذَيْن الذكرين بِهَذَا اللَّفْظ، وَمَا ورد فِي آيَة الْكُرْسِيّ.
وَكَذَلِكَ مُلَازمَة الاسْتِغْفَار فَإِنَّهُ المرهم الَّذِي يغسل كل ذَنْب، وَمن غفرت ذنُوبه فَازَ، وعَلى الصِّرَاط السوي جَازَ، وَقد ورد فِي ذَلِك أَحَادِيث ذكرهَا أَئِمَّة الحَدِيث. وَقد ذكر صَاحب عدَّة الْحصن مِنْهَا نَصِيبا وافراً وَذكرنَا فِي شرحنا لَهَا، للْكَلَام على كل حَدِيث مِنْهَا وضممنا إِلَيْهَا زِيَادَة على مَا فِيهَا.
وَمن أعظم مَا يلازمه العَبْد من أذكار الله سُبْحَانَهُ هُوَ كلمة التَّوْحِيد. وَقد أخرج التِّرْمِذِيّ وَأحمد بن حَنْبَل من حَدِيث جَابر عَنهُ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم قَالَ:
" أفضل الذّكر لَا إِلَه إِلَّا الله " وَلَفظ أَحْمد " لَا إِلَه إِلَّا الله أفضل الذّكر وَهِي أفضل الْحَسَنَات ". وَأخرجه أَيْضا ابْن مَاجَه من حَدِيثه بِلَفْظ: " أفضل الذّكر لَا إِلَه إِلَّا الله وَأفضل الدُّعَاء الْحَمد لله " وَكَذَا أخرجه النَّسَائِيّ وَابْن حبَان وَصَححهُ وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد. كلهم أَخْرجُوهُ من طَرِيق طَلْحَة بن حِرَاش عَن جَابر. وَطَلْحَة أَنْصَارِي مدنِي صَدُوق. قَالَ: الْأَزْدِيّ لَهُ مَا يُنكر وَوَثَّقَهُ ابْن حبَان، وَأخرج لَهُ فِي صَحِيحه وَأخرج أَحْمد من حَدِيث أبي ذَر قَالَ: " قلت يَا رَسُول الله أوصني قَالَ: إِذا [عملت] سَيِّئَة فأتبعها حَسَنَة تمحوها قَالَ قلت يَا رَسُول الله: أَمن الْحَسَنَات لَا إِلَه إِلَّا الله؟ قَالَ: هِيَ أفضل الْحَسَنَات ".