وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالْحَاكِم من حَدِيث أبي سعيد عَنهُ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم:
" مَا من مُسلم يَدْعُو بدعوة لَيْسَ فِيهَا إِثْم وَلَا قطيعة رحم إِلَّا أعطَاهُ الله بهَا إِحْدَى ثَلَاث: إِمَّا أَن يعجل لَهُ دَعوته، وَإِمَّا أَن يدخرها لَهُ فِي الْآخِرَة، وَإِمَّا أَن يصرف عَنهُ من السوء مثلهَا " قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد. وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ: أسانيده جَيِّدَة وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَابْن حبَان وَصَححهُ وَالْحَاكِم وَصَححهُ أَيْضا من حَدِيث سلمَان عَنهُ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم:
" إِن ربكُم حييّ كريم يستحيي إِذا رفع الرجل إِلَيْهِ [يَدَيْهِ] أَن يردهما صفرا خائبتين ". وَأخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ من حَدِيث أنس.
وَمن أَكثر الْأَذْكَار أجوراً وَأَعْظَمهَا جَزَاء الْأَدْعِيَة الثَّابِتَة فِي الصَّباح والمساء فَإِن فِيهَا من النَّفْع وَالدَّفْع مَا هِيَ مُشْتَمِلَة عَلَيْهِ.
فعلى من أحب السَّلامَة من الْآفَات فِي الدُّنْيَا والفوز بِالْخَيرِ الآجل والعاجل أَن يلازمها ويفعلها فِي كل صباح وَمَسَاء، فَإِن عسر عَلَيْهِ الْإِتْيَان بجميعها أَتَى بِبَعْض مِنْهَا. وَقد ذكرهَا صَاحب عدَّة الْحصن وَذكرنَا فِي الشَّرْح لَهَا تخريجها وَبَيَان مَعَانِيهَا وَمَا ورد فِي مَعْنَاهَا. وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي مُلَازمَة مَا يُقَال عِنْد النّوم وَعند الاستيقاظ، فَإِن ذَلِك هُوَ الترياق المجرب فِي دفع الْآفَات.
وَهِي أَيْضا مَذْكُورَة فِي الْعدة.
وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي للْإنْسَان أَن يحافظ عِنْد خُرُوجه من بَيته على أَن يَقُول: