الإسلام الصحيحة في قلوب المسلمين بالتؤدة والأناة والحكمة والموعظة الحسنة، يعاشرون الناس على بصيرة من أمرهم إن رأوهم على صواب تعاونوا معهم وإن رأوهم مخطئين بصَّروهم بالدعوة ودعوهم بالحكمة على ضوء الكتاب والسنة وهدي سلف هذه الأمة رضوان الله عليهم.

وتلك سمة الدعوات العامة المخلصة التي تقتبس النور من مشكاة النبوة وتسير على منهجها، إنها تجس نبض المجتمع جساً صحيحاً أميناً لتهتدي إلى الداء الحقيقي ومواضع الضعف في جسم هذا المجتمع وتضع أصبعها عليه وتضرب على الوتر الحساس دون كلل أو ملل.

كما فعل شعيب عليه السلام في دعوته، فبعد أن دعا إلى التوحيد وجه الدعوة إلى إيفاء الكيل والوزن بالقسطاس المستقيم وحذر من التطفيف؛ إذ كان ذلك عيب المجتمع الذي بعث فيه وسمته البارزة وكذلك فعل غيره من الأنبياء.

وهذه أيضاً كانت سنة الدعاة إلى الله من المخلصين الربانيين في تاريخ الإسلام.

فهذا ابن الجوزي أيضاً في مواعظه المؤثرة ومجالسه المزدحمة، كان يشنع على الحياة اللاهية الماجنة التي كان يحياها كثير من الناس في بغداد وعلى الذنوب والمعاصي التي ترتكب جهاراً والمنكرات التي شاعت، فكان مئات بل وآلاف من الناس يتوبون ويقلعون عن الذنوب، وكان نشيج يعلو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015