كما يتعين على الدعاة اجتناب الغلظة والخشونة؛ لأنها تنفر القلوب وتحول دون تبول الموعظة: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] (سورة آل عمران، الآية: 159) .

أما الإنكار باليد فلا يكون لغير ولي الأمر أو من يفوضه بذلك، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (وليس لأحد أن يزيل المنكر بما هو أنكر منه، مثل أن يقوم واحد من الناس يريد أن يقطع يد السارق أو يجلد الشارب ويقيم الحدود؛ لأنه لو فعل ذلك لأفضى إلى الهرج والفساد، لأن كل واحد يضرب غيره يدعي أنه يستحق ذلك، فهذا ينبغي أن يقتصر فيه على ولي الأمر) .

وأرى أن يسأل الداعية المخلص نفسه: ما الذي أريده من دعوتي؟ أليس التأثير في المدعوين ليلتزموا أحكام دينهم؟ . فلِمَ أسلك إليهم طريقاً تنفرهم مما أرومه؟ .

[حقوق المعاهدين]

حقوق المعاهدين * د. إبراهيم أبو عباة: أوثر أن أعالج حقوق المعاهَد في الإسلام؛ لأن تيارات الغلو الجامحة التي تستحل - في كثير من الأحيان - دماء أهل القبلة، تستحل - من باب الأَوْلى - دماء المعاهدين وأموالهم، مع أن الواجب هو أن نحسن معاملة غير المسلم ترغيباً له في الإسلام، وتبياناً عمليّا لمحاسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015