في هذا الحديث مشروعية الترحم على الأحياء، يقال: فلان رحمه الله وهو حي.
وهذا يذكرني بشيء أليم سمعته، مع أن الترحم على الأحياء مستحب بدلالة هذا الحديث أو مباح لا كراهة فيه، وقد قرأت في صحيفة أن المقرئ فلاناً الذي يقرأ القرآن والمشهور وما زال حياً أقام دعوى على المذيعة فلانة؛ لأنها وهي تقدمه في الإذاعة قالت: يتلو علينا من آيات الذكر المرحوم فلان، أقام دعوى على المذيعة يطالب بتعويض.
عشرة آلاف جنيه؛ لأنها قالت: المرحوم، وهو يتأذى من هذا؛ لأنه خسر؛ لأن معنى أنه مات أنه لن تأتيه دعوات للقراءة في المكان الفلاني، وهذا سبب له خسارة مادية ومعنوية عند أحبائه!! وأنا لا أدخل في قلوب الناس إنما هذا عن سبر ما يحدث، وقلما تجد قارئاً للقرآن الكريم -بكل أسف- في هذا العصر يبغي وجه الله عز وجل، وهذا يظهر من جملة أعماله.
ولا أعلم على حسب قراءتي وسؤالي للناس، ومنهم ثقات أثق بنقلهم، لا أعلم إلا رجلين اثنين، كل من عرفهما امتدحهما وأثنى عليهما بدين وتقوى وبعد عن المال، وهما: الشيخ محمد رفعت رحمه الله، والشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله تعالى، والأخير منهما الشيخ المنشاوي ذهبت إلى بيت أبيه لأسأل عن حال هذا الرجل، فما سمعت إلا خيراً من كل من قابلني بدون استثناء على كثرة سؤالي.
لذا تجد أن الله عز وجل ينسئ في أثر هذا الرجل، فتجده محبوباً ومترحماً عليه، وكذا عاقبة الإخلاص، إن لم تبدُ في حياتك فإن الله عز وجل ينسؤها لك، كلما ذكر اسمك قيل: رحمه الله، رضي الله عنه، وبين كل هؤلاء المترحمين لعل نفساً صالحة يقبل الله عز وجل منها.
نسأل الله تعالى أن يقينا شر أعمالنا، وأن يقينا الزلل، وأن يغفر لنا خطايانا، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رءوف رحيم.
اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا، وخطأنا وعمدنا، وكل ذلك عندنا.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.