حتى نستطيع فى النهاية من القطع بصحته كله أو جله، وبعد ذلك يورد فى «الصحيح» كلا أو جلا على ما انتهى إليه التحقيق.
فتوجهت الهمة لدراسة الحديث المذكور فقرة فقرة؛ بل ولفظة لفظة، وذكر الأحاديث المقوية لكل فقرة منها ما وجدت إلى ذلك سبيلا، وتخريجها كلها مع الكلام على أسانيدها تصحيحا وتضعيفا - وتتبع المتابعات والشواهد لها؛ مما يساعدنا على تخليص ما أمكن من فقراته من الضعف الملازم لها من قبل ذات الإسناد، والذى روى به من حديث أبى أمامة - رضي الله عنه - المشار إليه.
فتبين لى بعد هذه الدراسة الدقيقة أن الحديث بجميع فقراته - إلا قليلا منها - هو من الصحيح لغيره؛ بل إن كثيرا منها من قبيل المتواتر المقطوع ثبوته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ومن ذلك ما يتعلق بخروج الدجال الأعور، ونزل عيسى عليه السلام من السماء، وقتله إياه.
ولقد كان طبيعيا جدا أن أجد فى تلك الأحاديث التى خرجتها من الفوائد المتعلقة بعيسى عليه السلام والدجال الأعور -
مما لم يرد فى حديث أبى أمامة مطلقا - الشئ الكثير؛ لا سيما وقد بلغ عدد الأحاديث قريبا من ثلاثين حديثا؛ عن أكثر من عشرين صحابيا، للحديث عن بعضهم أكثر من طريق واحد، وبخاصة حديث أبى هريرة؛ فقد استخرجت له وحده عشر طرق، وفى كل طريق منها أحايانا ما ليس فى الطريق الأخرى من الفوائد والزيادات.