منه متواتراً -كالقرآن وبعض الأحاديث - فهي معرَّضة عنده لجحدها بطريق التأويل؛ بل التعطيل، وما كان منها لم يبلغ مبلغ التواتر؛ فهي معرَّضة لديه لإنكارها بطريق الشك في ثبوت نسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ومن هنا يظهر أن كل المؤمنين بالدين الإسلامي؛ فهم على خطر في إيمانهم إذا لم يعتمدوا على مذهب أهل الحديث في تلقيهم للدين؛ فإنهم أعلم الناس بما هو منه ثبوتاً، وما ليس منه روايةً، وأعرف الناس بمعانيها ومقاصدها؛ لأنهم تلقوا كل ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالطرق العلمية الصحيحة التي لا سبيل إلى معرفة الدين إلا بها، وبدونها يصير الدِّين هوىً متَّبعاً، وهذا هو الداء العضال الذي أصاب العالم الإسلامي اليوم، ولم ينج منه إلا الطائفة المنصورة التي بشر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة متواترة؛ منها قوله - صلى الله عليه وسلم -:

«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم؛ حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال» (?).

أقول: ولعل الذي ذكرنا من طريق المرتابين هو السبب في تشديد عمر على المكذبين بالدجال -وغيره مما ثبت في السنة الصحيحة -فقد روى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر وهو يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015