انتهك شرفه ويقول: إنهم لا يتجاسرون على لمس المال ولكنهم على استعداد لأن يمسكوا بأفخاذ النساء وهي أخطر بكثير". ولابد أن يضاف إلى هذا كله أن رواة الحكايات المرحة يستمعون إلى القداس كل صباح ويطهرون كل صفحة يقلبونها بعد ذلك بأناشيد التقوى.
والقول بأن مرجريت قد استمتعت بهذه الحكايات أو جمعتها يشير إلى مزاج العصر، ويدفعنا إلى الحذر من تصويرها قديسة، وأنها ظلت كذلك حتى سنوات ذبولها. ومع ما يبدو من أنها هي بالذات كانت مثابرة على أن تحتفظ بطهارتها، إلا أنها كانت تبيح لغيرها الإنحلال، ولم تكن تبدي اعتراضات مدونة على توزيع الملك لسلطاته واستمرت بينها وبين عشيقاته الواحدة إثر الأخرى، علاقة صداقة حميمة. والظاهر أن الرجال ومعظم النساء كانوا يفكرون في تبادل الحب بين الجنسين بألفاظ جنسية لا تعرف الاحتشام. وشاعت بين الفرنسيات عادة جذابة إبان ذلك العهد الطروب، هي تقديم هدايا من أربطة سيقانهن لرجال لا وجود لهم إلا في الخيال (25). وكانت مرجريت ترى أن الرغبة الجسدية من الأمور التي يمكن أن يترخص فيها، إلا أنها هي نفسها أفسحت في قلبها مجالاً للحب الأفلاطوني والديني. وقد انتقلت عبادة الحب الأفلاطوني بين "نوادي الحب" في القرون الوسطى، وتدعمت بأناشيد إيطاليّة مثل أنشودة بمبو في نهاية قصة "رجل البلاط". وشعرت مرجريت بأن من الخير أن تقبل النساء، بالإضافة إلى العاطفة الجنسية المعتادة، ولاء رجال لا ينالون من الجزاء إلا صداقة دقيقة وبعض صلاة الود التي لا ضرر منها، وأن هذا الارتباط قمين بترويض الحساسية الجمالية في الذكر وتهذيب سلوكه، وتعليمه الالتزام بقواعد الأخلاق، ومن ثم فإن المرأة تقوم بتهذيب الرجل. ولكن كان في فلسفة مرجريت حب أرفع من الحب الجنسي أو الأفلاطوني هو حب الخير أو الجمال أو أي كمال، ومن ثم كان فوقها جميعاً حب الله. ولكن لكي يحب المرء الله لابد