في اليوم السابع من رواية الحكايات، فإن الناشر أطلق عليه اسم الأيام السبعة، ويبدو أن كثيراً من القصص الواردة فيه واقعية، أخفيت شخصياتها بتغيير أسمائهم. ويقول لنا برانتوم إن أمه، وكانت إحدى رواة القصص، تعرف حقيقة الأشخاص الذين تخفوا بأسماء مستعارة في الحكايات، ويؤكد لنا مثلاً أن الحكاية الرابعة من اليوم الخامس هي قصة محاولات بونيفيه مع مرجريت نفسها (21).
ويجب التسليم بأن ذوق عصرنا، المعترف به، سوف يكره على الإحساس بالخجل أمام قصص الإغراء التي رواها السادة والسيدات من الفرنسيين، الذين كانوا يتلهون ويقضون أيامهم في التلهي انتظاراً لفيضان يهبط عليهم ويسمح لهم بالعودة من حمّامات كوتيريه. وتثير بعض الملاحظات العارضة الذعر: "أتريد إذن أن تقول إن كل شيء مباح لمن يعشقون بشرط ألا يعرف أحد؟ أجل، في الحقيقة، إن الأغبياء فقط هم الذين يكتشف أمرهم (22) ". وإن الفلسفة العامة للكتاب لتجد ما يعبر عنها في جملة لها مغزاها، وردت في الحكاية الخامسة: "ما أتعس السيدة التي لا تحرص على الحفاظ على كنزها، الذي يمنحها الحفاظ التام عليه الكثير من الشرف، والذي يجللها بالكثير من العار إن ظلت حريصة عليه (23) ". ويتخلل الحكايات كثير من العبارات الساخرة المرحة تشيع فيها البهجة، من ذلك أننا نسمع عن صيدلي ورع من بو "لم يكن له شأن مع زوجته إلا في أسبوع الآلام على سبيل التفكير" (24) وكما هو الحال كتاب بوكاشيو فإن نصف ما في كتابها من فكاهة يعتمد على لهو الرهبان. وتقول شخصية في الحكاية الخامسة: إن هؤلاء الآباء الصالحين يعظوننا بالتزام العفو وهم يريدون أن يدنسوا شرف زوجاتنا". ويوافق على هذا زوج