قصه الحضاره (صفحة 8222)

5 - ألبرخت ديرر

(1471 - 1517)

لم يسبق لأمة أخرى غير ألمانيا أن اختارت بالإجماع أحد أبنائها ليكون ممثلا لها في الفن- فقد وقع اختيار البروتستانت والكاثوليك وأهل الشمال وأهل الجنوب على الفنان ديرر. وفي اليوم السادس من أبريل عام 1928، وبمناسبة الذكرى السنوية الأربعمائة لوفاته طرح الريخستاج في برلين ومجلس المدينة في نورمبرج الأمور السياسية والمذهبية جانباً، وذلك لتكريم فنان تحبه ألمانيا أكثر من أي فنان آخر. وفي غضون ذلك عرض خبراء الفنون دون طائل مبلغ 1. 000. 000 دولار لشراء لوحة - اسمها "عيد أكاليل الورد"، وهي لوحة تقاضى عنها ديرر مبلغ 110 جيلدر (2. 750 دولار؟).

وكان والده الهنغاري صائغا استقر به المقام في نورمبرج. وكان ألبرخت الابن الثالث من ثمانية عشر ولدا مات معظمهم في سن الطفولة وتعلم الولد في مرسم أبيه كيف يرسم بالقلم الرصاص والفحم والريشة وكيف يحفر بالنقاش، ودرب نفسه على قوة الملاحظة وتمثيل الأشياء والموضوعات بتفصيل لا يعرف الكلل، حتى أن كل شعرة تقريباً في بعض لوحاته تبدو وكأنها تلقت ضربة خاصة بها وحدها من الفرشاة. وكان الوالد يأمل أن يخلفه ابنه في حرفته كصائغ إلا أدعن لرغبة الشاب في أن يتوسع في نطاق فنه. فأرسله إلى فولجيموت ليتمرن هناك (1486) وتدرج ألبرخت في عمله ببطئ ومكنت له عبقريته في الطموح والمثابرة والصبر. وقال: "لقد حباني الله بفضيلة الجد فحسن تعليمي ولكني اضطررت أن أتجاوز عن قدر كبير من الإزعاج الذي سببه لي أعوانه" ونظراً لأنه لم تسنح له فرصة كبيرة لدراسة الجسم العاري فإنه تردد على الحمامات العامة ورسم أجساماً في جمال أبولو وذلك بقدر ما سمحت له الظروف هناك. وكان هو نفسه يحاكي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015