القديس فرانسس يخشى أن يكون مسيحياً؛ وأعاد الرهبان المتسولون المثل العليا للأديرة، ورفع الحكام العظام أمثال فيليب أغسطس، والقديس لويس، وفليب الرابع، وإدور الأول، وفردريك الثاني، وألفنسو العاشر، رفع هؤلاء دولهم من بلاد تجري على العادات والتقاليد إلى دول تتبع القوانين، كما رفعوا شعوبهم إلى مستويات جديدة من الحضارة في العصور الوسطى. وانبعثت في القرن الثالث عشر فلسفة وعلوم جديدة تغلبت على النزعات الصوفية التي كانت سائدة في القرن الثاني عشر، وكان انبعاثها بحماسة وشجاعة لا يفوقهما ما كان منها في عصر النهضة. وفي الأدب خطا ": القرن العجيب" من بارزيفال تأليف ولفرام فن إسشنباخ إلى فكرة الملهاة المقدسة، ولاح أن عناصر حضارة العصور الوسطى وصلت في خلال ذلك القرن إلى الوحدة والوضوح وإلى صورتها النهائية.
وبعد فإنّا لن نستطيع تقدير العصور الوسطى حق قدرها إلاّ إذا نظرنا إلى النهضة الأوربية على أنها إتمام لما بدأته لا نقض له. فقد واصل كولمبس ومجلان Magellan مثلاً رحلات الارتياد التي قام بها التجار والملاحون من أهل البندقية، وجنوى، ومرسيليا، وبرشلونة، ولشبونة، وقادس، والتي تقدمت على أيديهم تقدماً عظيماً؛ وإن الروح التي كانت متأججة في أثناء القرن الثاني عشر لهي نفسها التي أثارت روح الكبرياء والكفاح في المدن الإيطالية خلال عصر النهضة؛ كذلك كان النشاط والخلق القوي اللذان امتاز بهما إنريكو دوندولو صلى الله عليه وسلمnrico عز وجلnodolo، وفردريك الثاني، وجريجوري التاسع هما اللذين تلتهب بهما صدور رجال النهضة؛ وكان منشأ زعماء عصابات المغامرين العسكريين الذين يبيعون خدماتهم لأي حزب في كل نزاع من الخطة التي اتبعها ربرت جسكارد Robert Guiscard؛ ومنشأ الحكام "الطغاة" مثل إزلينو صلى الله عليه وسلمzzelino وبلافشينو Pallavicino؛ وسار المصورون في الدرب الذي شقه لهم سمابيو Cimabue [M. M. صلى الله عليه وسلم1] ودوتشيو عز وجلuccio؛ وكانت بلسترينا Palestrine همزة الوصل بين الترنيم