قصه الحضاره (صفحة 5191)

ولما بلغ أتو السادسة عشرة من عمره (996) شرع يحكم البلاد بنفسه. وأثر فيه جربرت وغيره من رجال الين، فعرض أن يتخذ روما عاصمة لملكه، ويجمع البلاد المسيحية كلها تحت سيادة الإمبراطورية الرومانية بعد أن يعيدها إلى الوجود ويشترك في حكمها الإمبراطور والبابا. وفسر أعيان روما ولمباردية وسوقتها هذا العمل بأنه مؤامرة ترمي إلى إقامة حكم بيزنطي ألماني في إيطاليا، ولهذا وقفوا في وجه أتو، وأقاموا في البلاد "جمهورية رومانية" وقلم أتو أظفار الفتنة، وأعدم كرسنتيوس Crescentius زعيمها، ثم عين جربرت بابا في عام 999؛ ولكن حياة أتو التي لم تزد على اثنتين وعشرين سنة، وبابوية جربرت التي دامت أربع سنين، كانتا أقصر من أن تمكناه من تنفيذ سياسته بحذافيرها؛ يضاف إلى هذا أن أتو، وهو نصف قديس ولكنه رجل إلى حد ما، قد وقع فيحب استفانيا Stephania أرملة كرسنتيوس، ورضيت أن تكون عشيقته وسجينته، ولما أحس المليك الشاب أن الموت يسري في عروقه أخذ يبكي ويندم، حتى قضى نحبه في فيتربو Viterbo ولما يتجاوز الثانية والعشرين من عمره (83).

وبذل هنري الثاني (1002 - 1024) آخر ملوك ألمانيا السكسون جهد ليعيد إلى الملك قوته في إيطاليا وألمانيا، حيث قوى الحكم الغلامين الصغيرين سلطان الأدواق وجرأ عليهما الدول المجاورة لهما. وبدأ بنكراد الثاني (1024 - 1039) حكم الأسرة الفرنكنونية أو السالية من الأباطرة وقد أعاد السلام إلى إيطاليا وضم إلى ألمانيا مملكة برغندية أو آرليس صلى الله عليه وسلمales. ودفعته حاجة إلى المال إلى أن يبيع مناصب الأساقفة بأثمان عالية أنبه عليها ضميره، فأقسم ألا يعود إلى بيع المناصب الدينية بالمال و "كاد يفلح في أن يبر بقسمه" (84). وبلغت الإمبراطورية في عهد ابنه هنري الثالث (1039 - 1056) ذروة مجدها وقد عرض في "يوم الغفران" من عام 1043 في كنستانس Constance أن يعفو عن كل من أساء إليه، وحض رعاياه أن يطهروا صدورهم من كل حقد ورغبة في الانتقام. وقد أفلح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015